Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
Abdelhamid Hadouch LIBREXPRESSION
18 juillet 2013

جولة لعين واولوت

 

 

جولة لعين واولوت

 

الصور

 

بركة عين واولوت بإقليم بركان

كانت هده البركة لمياهها الدافقة والصافية قبلة الصغير والكبير للاستجمام

أما اليوم فجفت أو تم تجفيف مائها وطالها الإهمال ؟؟؟

 

 

DSCN4007_border

 

 

 

 

DSCN4010_border

 

 

 

المقام الدي يزار وجد قبل استقلال المغرب بسنين عديدة  

 

DSCN4026_border

 

 

العين التي يتزود منها عدد من السكان

 

DSCN4030_border

 

 

CLIC POUR AGRANDIR PHOTO

 

 

 

                                               عين " لالّة واولّوت " في الحكاية الشعبية

                                    

   تعريف موجز

 

   عين " لآلة واولوت " منبع مائي تفجّر في زمن بعيد وبعيد جدا ، فكوّن بركة بطول يزيد عن ثلاثين مترا ، وعرض يفوق الخمسة عشر ، علما أن هذه المقاييس تتغير تبعا للفصول وسعة المياه الجوفية . لقد شق هذا المنبع لنفسه مجرى مائيا يصبّ بوادي "شراعـة " بعد أن تستفيد منه بساتين عدة على الضفتين . وتبعد هذه العين عن مدينة بركان بثلاث كيلومترات تقريبا . وللتحدث عن عين "واولوت " فلا محيد من الرجوع إلى الذاكرة التاريخية والحكاية الشفهية في المقام الأول ، ومحاولة استجلاء عناصر لوحة تشكيلية بأغلب معطياتها الإبداعية التي تمزج بين الواقع والخيال ، وضمن المخزون التراثي الذي أصبحت تتلاشى بعض مكوناته من ذاكرة الأجيال ، وما تبقى يختلط بفعل  الزمن والتطور الاجتماعي والثقافي .

  " الاسم والأسطورة "

   "واولوت" اسم لعين مائية ارتبط اسمها بحكاية شعبية تناقلها الأجداد والأحفاد بنوع من التنويع والتفريع الإبداعي التخيلي . ومفادها أن عجوزا اسمها واولوت كانت تسكن خيمة وسط حي على نفس أرض هذه العين  قبل أن يتفجر ماؤها . تملك عنزة تقتات من لبنها ، ولــها (مجرية – مجر ) أي كلبة لها جراء . تقدم بها السن وضعف بصرها . وذات يوم  وقبل غروب شمسه ، قدم إلى الحي شيخ ذو لحية بيضاء ، على وجهه وقار رجل تقي ، بيده عصا تساعده في رحلته . تقدم إلى خيمة العجوز وطلب ضيافة الله . رحبت به وأنزلته ضيفا عندها الليلة كلها . طبخت طعاما من نصيب ما تملكه من شعير،  سقته بلبن العنزة ، وزينته بلحمها . أكل الشيخ حتى شبع ، وأمر المرأة بالاقتراب منه ، مرّر يده على عينيها فاستردّت بصرها في الحين . طلب منها إحضار جلد الماعز ، مسح يده عليه فأعادها للحياة كما كانت . وفعل نفس الشيء مع خيش الدقيق فامتلأ ، وأوصاها أن تخبر سكان الحي بالرحيل في الغد باكرا ، وضرب أوتاد الخيام في المكان الذي ستنقل إليه الكلبة مجرها . قضت العجوز الليلة في فرح وحيرة متسائلة في أمر الشيخ .  وفي الغد ، غادر الرجل / البركة الخيمة بعد أن وعدها خيرا إذا ما عملت بوصيته . أعلمت المرأة أهل الحي فصدقها الكثير منهم ، وراقبوا كلبتها حتى رأوها تنقل جراها واحدا واحدا بعيدا ، وتضعهم تحت سدر . لم يخامر الشك إلا القليل منـــهم ، فهرعوا إلى نقل خيامهم تباعا إلى أن خلا الربع . وفي نفس اليوم أمطرت السماء سيلا تفجر معه نبع ، وسمّوه منذ ذلك الزمان عين لآلة واولوت .

   تناقلت الألسنة قصة العجوز والشيخ فقالوا أن الشيخ هو سيدي عبد القادر الجيلالي جاء من بغداد ، فلما مر بالمكان ورأى ما أصاب الناس من ضيق في العيش بفعل الجفـاف ، لم يتأخر في إكرامهم بنبع دافق فتح عليهم أبواب الرزق بامتهان الزراعة . واعترافا بصنيع الشـــــــيــخ / البركة ، بنى أهل الحي له مقاما يُزار ، سموه مقام سيدي عبد القادر الجيلالي، تنظم فيه وحوله الولائم . ومع الأيام ، اعتاد الناس  زيارة المقام والعــين /البركة، يغتسل بمائها قبل شروق الشمس كل من به غبن ما ، عقرا كان أو مرضا أو عنوسة أو حاجة من حوائج الدنيا . ولا تقضى حاجة الطالب - اعتقادا - إلا إذا ذبح دجاجة ، أو رمى رغيفا أو عجينا وسط ماء العين مناديا عن شيء اسمه "مسعود" ، ويعتقد الكثير أنه سمك من نوع خــاص ، يسمع طلب الداعي فيلبي رغبته ، وهو من بركة الشيخ .

   هي ذي الحكاية الشعبية التي ارتبطت بعين واولوت ، يرويها كل راو حسب قدراته ، إما بالزيادة أو النقصان لطبيعة الحكي الشفهي . وللتذكير، فإن عين واولوت عرفت في الخمسينات والستينات خصوبة قوية في الأسماك ، فكانت محـجا لكل ولوع بالصيد . ومن الأحداث التي تؤكد ذلك ، ما ترسخ في أذهان كثير من أبناء المنطقة ، ذلك أنه في سنة 1958-1959 ، وقبل استقلال الجزائر الشقيقة  ، كان جيش التحرير الجزائري يتّخذ ضيعة بلحاج (  FERME) الواقعة على مرتفع قريب من العين ثكنة له ، ففكر في استغلال ما بها من أسماك . استعمل متفجرات في العمق ، فطفا السمك على السطح ، وأكل الناس الأسماك لعدة أيام ، وعمّ الاستياء لدى الكثير منهم بسبب هذا الفعل الذي رأوا فيه مسّا بقدسية المكــان . انتشر الخبر وسط القبائل ، فتوافد الناس لمعاينة الأمر، خاصة أن العديد منهم كان يعتقد أن ( الـمـينا ) قتلت " مسعود " . قيل ما قيل ، ومع الأيام تناسوا الحدث ، وأصبح لا يذكر إلا نادرا .

 

من كتاب : أوراق وأجناس
لصاحبه عبد الحميد حادوش
الطبعة الأولى يوليوز 2003
صدر عن مطبعة النخلة للكتاب بوجدة  

 

 

 

 

 

 

 

 

 

Publicité
Publicité
Commentaires
Publicité